كيف نشأت الفنادق ؟

قرأت أن البداية كانت على طريق قوافل التجار الذين كانوا ينقلون اللازورد من أفغانستان إلى بلاد ما بين النهرين ومنها إلى مصر كأماكن يأوي اليها المسافرين قبل الميلاد بثلاثة ألاف عام ، ورجح المؤرخون إلى أنها كانت على شكل أبنيةٍ صغيرة أو غرف أو خيام تكفي لمنام المسافرين .

وفي الحضارتين اليونانية والرومانية كانت نزل صغيرة على الطرقات البرية بعيداً عن المدن و لم تكن مجرد مأوى للمسافرين ، بل كانت أقرب إلى دور النقاهة يقصدها أهل المدينة نفسها للاستجمام والراحة ، بدليل أنها كانت تقام دائماً في إطار الحمامات العامة التي كانت من ضخامتها تشغل عدة أبنية .

أما في البلاد العربية والإسلامية ظهر الخان والخان كلمة أعجمية الأصل تستخدم للدلالة على مبنى كبير معدّ خصيصاً لإيواء المسافرين ، و من بواكير الخانات العربية الإسلامية التي وصل إلينا ذكرها هو الذي بناه هشام بن عبدالملك عام 748م قرب قصر الحير الغربي في البادية السورية ، ومن القرن الثالث للهجرة وصلنا نص لأحد علماء ذلك العصر ويُدعى سعود بن يزيد الذي كتب في عام 262هـ أنه «التجأ إلى أحد الخانات في ليلة مطيرة فيها رعد وبرق فوجد الخان شغلت جميع غرفه وأسرَّته لشدة البرد..».

و عرف العرب بكرمهم و تنافسهم على إكرام الضيف فكانوا يشعلون النار على رؤوس الجبال ليهتدي بها المسافرين وعابروا الطريق إلى مضافات العرب فينزلوا بها و يجدوا فيها المأكل و المشرب و المنام دون أن يدفعوا أي مقابل .

و في القرن الثالث عشر بدأت تظهر في أوروبا النزل الصغيرة التي كانت تعرف باسم – إن –  (Inn) قرب الطرق الريفية الفاصلة بين المدن , و تكاثرت هذه النزل في القرن السابع عشر حتى أنها بدأت تقام داخل المدن , وفي القرن الثامن عشر بدأت بعض النزل في إنجلترا بتقديم خدمات الطعام الفاخر لزبائن ميسورين الأمر الذي قاد إلى تأسيس أول فندق بالمفهوم الحديث في اكسيتر عام 1768م .

ولعب لاحقاً تطور المواصلات دوراً مهماً في تنشيط حركة السفر ، خاصة عبر الأطلسي وبات الأثرياء بحاجة إلى أماكن للإقامة تليق بهم  فشهد القرن التاسع عشر نقلة نوعية هائلة في تطور الفنادق من النزل البسيطة والمتواضعة إلى ظهور فنادق لا تزال حتى اليوم من أفخر فنادق العالم مثل سلسلة فنادق «ريتز» في باريس ولندن ، و«سافوا» في لندن ، و«أستور هاوس» في أمريكا .

وفي القرن العشرين استمر نمو قطاع الفنادق يواكب تعاظم حركة السفر والسياحة , ولعل أبرز ما شهده هذا القرن هو ظهور سلاسل الفنادق الحديثة , ومن الأمثلة الدالة عليها :سلسلة فنادق «هيلتون» التي أسسها رجل الأعمال الأمريكي كونراد هيلتون من خلال شرائه لأول فنادق في عام 1919م.

وعند وفاته في عام 1979م، كان عدد فنادق «هيلتون» في العالم قد وصل إلى 530 فندقاً وتنتشر سلسلة الفنادق هذه في 78 دولة في القارات الست .

 الأمر نفسه تقريباً ينطبق على سلاسل الفنادق المعروفة عالمياً مثل «انتركونتيننتال»، «ماريوت»، «هوليداي إن»، «شيراتون».. وغيرها.

واسم الفندق بالفرنسية الحديثة «أوتيل» (Hotel)، يعود إلى سمة فنادق العصرين اليوناني والروماني ، إذ إنه مشتق من كلمة «أوبيتال» (Hospital) التي تعني اليوم مستشفى ، التي تشتق عنها أيضاً الكلمة المعروفة (Hospitality) أي ضيافة ، أما كلمة فندق العربية فمشتقة من اليونانية القديمة «باندوكيون» التي تعني «أهلاً جميعاً» .

*المصدر : مجلة القافلة

رابط المصدر :

https://qafilah.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%AF%D9%82/

ماهي قصة فنادق ريتز كارلتون ؟

في عام 1850م ولد سيزر ريتز بقرية نيدر فالد في كانتون فاليس بسويسرا لأسرة تعمل بالزراعة وكان أصغر أبناء العائلة البالغ عددهم ثلاثة عشر , وكانت والدته تلاحظ فيه قدرات جيدة مما دفعها للإصرار على أن يواصل تعليمه بعدما أنهى المرحلة الابتدائية في سن الثانية عشر ,حيث ابتعث لإكمال دراستة في مدينة سيون و تعلم فيها اللغة الفرنسية و الإنجليزية التي اسهمت في بناء قدراته العملية لاحقاً .

وفي عام 1865م بداء ريتز حياته العملية  كنادل متدرب في نزل كورون وبوست بمدينة بريغ  , و على الرغم من حبه للوظيفة التي كان يرى فيها نفسه ولم يمضي فيها سوى بضعة أشهر قام صاحب العمل بطرده , بحجة أنه يفتقد للكثير من مهارات المهنة .

في عام 1867م غادر سيزر ريتز إلى باريس ليعمل في أحد المطاعم هناك بمهنة نادل و ولرغبته السريعة في التعلم و العمل تسبب في كسر بعض الأطباق مما اضطر صاحب العمل إلى فصله ، ثم انتقل للعمل بمطعم آخر و أبدى مهارةً في التعامل مع العملاء حتى أنه كان يحفظ أسمائهم و طلباتهم لينال إعجابهم , ودرس بعناية عادات المجتمع الباريسي الراقي و ارتقى في عمله , ولظروف الحرب في حينها  ظهرت معاناة جديدة لسيزر ريتز مما اضطره للعودة إلى العيش مع والديه في سويسرا  .

وبعد تلك الفترة انتقل سيزر ريتز إلى فيينا وعمل فيها واكتسب معرفة كبيرة ، ثم بداء ريتز يرتقي في عمله ويتدرج في الخدمة حتى وصل مدير مطعم معروف في المجتمع الأوربي بمهارته و قدراته في مجال الضيافة , حيث التقى بالعديد من الشخصيات المرموقة بالمجتمع والملوك والأمراء مثل أمير ويلز فأدرك عاداتهم وحفظ أذواقهم  وسعى لإرضائهم و إدهاشهم بأفكاره و خدماته .

بدأت حياة ريتز المهنية المذهلة في شتاء عام 1973م عندما كان مديراً لمطعم فندق جراند نيس كان مستعداً لاستقبال أربعين ضيفاً على وجبة الغداء ، تفاجاء بانقطاع التدفئة في المبنى و عجز مدير الفندق وفنيوا الصيانة على إصلاحه و معالجة الموقف مما اضطر ريتز إلى المبادرة بإيجاد الحل فقام بتغيير قائمة الطعام إلى وجبات ساخنة ونقل طاولات الطعام إلى غرفةِ طعام أصغر و أكثر إشراقاً , و إحضار أربعين طوبة وقام بتسخينها في الفرن ثم لفها بالقماش و وضعها تحت مقاعد الضيوف ليتم ضيافة عملائه بنجاح ، ويرتقي بعد هذه القصة في عمله ليصبح مدير فندق لامع تتوالى عليه العروض من قبل الملاك  لإدارة الفنادق حتى وصل إلى مدير فندق سافوي في العاصمة البريطانية لندن .

وبعد مسيرةٍ حافلةٍ بالمعرفةِ والإدارةِ و العلاقات تعرض سيزر ريتز و الشيف الفرنسي أوغست إيسكوفير لتهمةٍ تسببت في فصلهما من العمل بفندق سافوي ، مما دعاهما للتعاون على العمل من جديد ، وبعد تشجيع من عملاء ريتز على افتتاح فندق في باريس ، قام ريتز في عام 1898م بشراء القصر الذي يقع في قلب باريس وعمل على تحويله إلى فندق يضم 210 غرفة فندقية ليكون هو أول فندق من سلسلة فنادق الريتز كارلتون ونموذجاً مبتكراً في عالم الضيافة و أحد أهم الفنادق الرائدة في العالم الذي لازال يرتاده النزلاء حتى اليوم .

أعدت “اس بي ار” المادة استناداً للمصادر التالية :

كتاب صناعة سويسرية للكاتب آر جيمس برايدنج صفحة 148 –

مقال منشر بمجلة هيستوريا أي فيدا

ويكيبيديا :

الروابط :

 https://www.lavanguardia.com/historiayvida/historia-contemporanea/20200223/473666536431/cesar-ritz-hotel-savoy-paris.html

https://en.wikipedia.org/wiki/C%C3%A9sar_Ritz

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%86%D8%AF%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B2_(%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3)