2022

كيف نشأت الفنادق ؟

قرأت أن البداية كانت على طريق قوافل التجار الذين كانوا ينقلون اللازورد من أفغانستان إلى بلاد ما بين النهرين ومنها إلى مصر كأماكن يأوي اليها المسافرين قبل الميلاد بثلاثة ألاف عام ، ورجح المؤرخون إلى أنها كانت على شكل أبنيةٍ صغيرة أو غرف أو خيام تكفي لمنام المسافرين .

وفي الحضارتين اليونانية والرومانية كانت نزل صغيرة على الطرقات البرية بعيداً عن المدن و لم تكن مجرد مأوى للمسافرين ، بل كانت أقرب إلى دور النقاهة يقصدها أهل المدينة نفسها للاستجمام والراحة ، بدليل أنها كانت تقام دائماً في إطار الحمامات العامة التي كانت من ضخامتها تشغل عدة أبنية .

أما في البلاد العربية والإسلامية ظهر الخان والخان كلمة أعجمية الأصل تستخدم للدلالة على مبنى كبير معدّ خصيصاً لإيواء المسافرين ، و من بواكير الخانات العربية الإسلامية التي وصل إلينا ذكرها هو الذي بناه هشام بن عبدالملك عام 748م قرب قصر الحير الغربي في البادية السورية ، ومن القرن الثالث للهجرة وصلنا نص لأحد علماء ذلك العصر ويُدعى سعود بن يزيد الذي كتب في عام 262هـ أنه «التجأ إلى أحد الخانات في ليلة مطيرة فيها رعد وبرق فوجد الخان شغلت جميع غرفه وأسرَّته لشدة البرد..».

و عرف العرب بكرمهم و تنافسهم على إكرام الضيف فكانوا يشعلون النار على رؤوس الجبال ليهتدي بها المسافرين وعابروا الطريق إلى مضافات العرب فينزلوا بها و يجدوا فيها المأكل و المشرب و المنام دون أن يدفعوا أي مقابل .

و في القرن الثالث عشر بدأت تظهر في أوروبا النزل الصغيرة التي كانت تعرف باسم – إن –  (Inn) قرب الطرق الريفية الفاصلة بين المدن , و تكاثرت هذه النزل في القرن السابع عشر حتى أنها بدأت تقام داخل المدن , وفي القرن الثامن عشر بدأت بعض النزل في إنجلترا بتقديم خدمات الطعام الفاخر لزبائن ميسورين الأمر الذي قاد إلى تأسيس أول فندق بالمفهوم الحديث في اكسيتر عام 1768م .

ولعب لاحقاً تطور المواصلات دوراً مهماً في تنشيط حركة السفر ، خاصة عبر الأطلسي وبات الأثرياء بحاجة إلى أماكن للإقامة تليق بهم  فشهد القرن التاسع عشر نقلة نوعية هائلة في تطور الفنادق من النزل البسيطة والمتواضعة إلى ظهور فنادق لا تزال حتى اليوم من أفخر فنادق العالم مثل سلسلة فنادق «ريتز» في باريس ولندن ، و«سافوا» في لندن ، و«أستور هاوس» في أمريكا .

وفي القرن العشرين استمر نمو قطاع الفنادق يواكب تعاظم حركة السفر والسياحة , ولعل أبرز ما شهده هذا القرن هو ظهور سلاسل الفنادق الحديثة , ومن الأمثلة الدالة عليها :سلسلة فنادق «هيلتون» التي أسسها رجل الأعمال الأمريكي كونراد هيلتون من خلال شرائه لأول فنادق في عام 1919م.

وعند وفاته في عام 1979م، كان عدد فنادق «هيلتون» في العالم قد وصل إلى 530 فندقاً وتنتشر سلسلة الفنادق هذه في 78 دولة في القارات الست .

 الأمر نفسه تقريباً ينطبق على سلاسل الفنادق المعروفة عالمياً مثل «انتركونتيننتال»، «ماريوت»، «هوليداي إن»، «شيراتون».. وغيرها.

واسم الفندق بالفرنسية الحديثة «أوتيل» (Hotel)، يعود إلى سمة فنادق العصرين اليوناني والروماني ، إذ إنه مشتق من كلمة «أوبيتال» (Hospital) التي تعني اليوم مستشفى ، التي تشتق عنها أيضاً الكلمة المعروفة (Hospitality) أي ضيافة ، أما كلمة فندق العربية فمشتقة من اليونانية القديمة «باندوكيون» التي تعني «أهلاً جميعاً» .

*المصدر : مجلة القافلة

رابط المصدر :

https://qafilah.com/ar/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D8%AF%D9%82/